غرفة أبوظبي

تُعد دول البلقان شريكاً محورياً للإمارات في مسيرة التنمية المستدامة

 

في إطار حرصها على تعزيز مكانة إمارة أبوظبي كمركز عالمي رائد للتجارة والأعمال، استقبلت غرفة تجارة وصناعة أبوظبي وفداً رفيع المستوى يضم رؤساء غرف التجارة منطقة البلقان، وذلك في لقاء موسع استضافه فندق "جراند حياة – أبوظبي". وجاء اللقاء بهدف استعراض فرص التعاون الاقتصادي والتجاري بين إمارة أبوظبي ودول البلقان، وتوسيع آفاق الشراكات الاستثمارية بما يعزز من متانة العلاقات الثنائية ويدعم مسيرة النمو المستدام.

وبحث الوفد مع غرفة تجارة وصناعة أبوظبي سبل تعزيز التعاون في مجالات التجارة والاستثمار وتوسيع آفاق الشراكات الاقتصادية بين الجانبين، كما اتفق الطرفان على أهمية العمل المشترك لفتح أسواق جديدة، وتطوير مشاريع مستقبلية تخدم المصالح المتبادلة وتدعم مسيرة النمو المستدام.

وشهد اللقاء حضور سعادة علي محمد المرزوقي مدير عام غرفة أبوظبي  وعدد من ممثلي المؤسسات  المؤسسات الوطنية وممثلي القطاع الخاص، فيما ضم الوفد البلقاني رؤساء غرف التجارة من ألبانيا، صربيا، البوسنة والهرسك، كوسوفو، الجبل الأسود، مقدونيا الشمالية، شمال غرب مقدونيا، البلقان أمريكيا، ومنتدى الاستثمار لغرف غرب البلقان (WB6 CIF).

 

مركز اقتصادي محوري

وتُعد دول البلقان شريكاً محورياً للإمارات في مسيرة التنمية المستدامة، حيث شهدت التجارة غير النفطية بين الجانبين نمواً بمعدل سنوي مركب بلغ 8.7% خلال السنوات الخمس الماضية، لتصل إلى نحو 1.9 مليار دولار أمريكي في عام 2024، وذلك رغم التحديات العالمية.

وقد بلغت قيمة الواردات من المنطقة 1.3 مليار دولار أمريكي، بدعم من شراكات قوية مع رومانيا وسلوفينيا وبلغاريا التي توفر منتجات أساسية مثل القمح والأخشاب والأدوية. وفي المقابل، حققت الصادرات غير النفطية الإماراتية نمواً ملحوظاً بمعدل سنوي مركب بلغ 20.5%، وكانت ألبانيا ورومانيا وكرواتيا من أبرز الوجهات لهذه الصادرات التي شملت الألمنيوم والحديد. كما ارتفعت إعادة التصدير بمعدل سنوي مركب قدره 9%، مدفوعة بالنشاط المتزايد في تجارة المركبات والتكنولوجيا.

ويؤكد هذا الأداء قوة الشراكة الاقتصادية ويفتح آفاقاً واعدة للتعاون في قطاعات متنوعة تشمل الزراعة، الطاقة النظيفة، التكنولوجيا، والخدمات اللوجستية، بما يعزز موقع أبوظبي كبوابة استراتيجية للتجارة والاستثمار على مستوى المنطقة والعالم.

 

أبوظبي مركز عالمي للتجارة

وبهذه المناسبة، قال سعادة علي محمد المرزوقي " يجسد هذا اللقاء حرص إمارة أبوظبي على بناء شراكات استراتيجية مع مختلف دول العالم، مشيراً إلى أن أبوظبي باتت مركزاً عالمياً للتجارة والاستثمار، ومقصداً رئيسياً للشركات ورواد الأعمال، وأن التعاون مع دول البلقان يأتي في إطار رؤية الإمارة الرامية إلى تنويع الاقتصاد وتعزيز مكانتها كمركز رائد للأعمال.

وأكد سعادته، أن اقتصاد أبوظبي يتميز بمرونته وتنوعه وقدرته على مواكبة المتغيرات العالمية، مشيراً إلى أن الإمارة نجحت في بناء بيئة أعمال تنافسية عالمية المستوى تقوم على أسس الاستدامة والابتكار والانفتاح على الشراكات الدولية. وأوضح أن هذه المزايا جعلت من أبوظبي وجهة جاذبة للاستثمارات النوعية، ومحركاً رئيسياً للنمو في قطاعات حيوية مثل الطاقة المتجددة، والصناعات المتقدمة، والتكنولوجيا، والاقتصاد المعرفي.

وأضاف: “تمثل أسواق دول البلقان وجهة واعدة لتوسيع الصادرات الإماراتية وتنويعها، بما يفتح أمام الشركات الوطنية فرصاً أكبر للانتشار والوصول إلى شرائح جديدة من المستهلكين في أوروبا، مشيراً إلى أن غرفة أبوظبي تضطلع بدور استراتيجي في دعم مسيرة التنمية الاقتصادية، من خلال تمثيل القطاع الخاص وتعزيز قدراته التنافسية، إلى جانب العمل على فتح أسواق جديدة أمام الشركات الوطنية واستقطاب الاستثمارات الأجنبية المباشرة".

وأوضح سعادته، أن الغرفة تسهم عبر مبادراتها وخططها الاستراتيجية، ومنها خارطة الطريق 2025–2028، في تمكين رواد الأعمال والشركات الصغيرة والمتوسطة، وتعزيز مساهمتها في الاقتصاد الوطني بما يتماشى مع توجهات حكومة أبوظبي في التنويع الاقتصادي وترسيخ مكانتها كوجهة عالمية للأعمال والاستثمار.

 

آفاق جديدة للتعاون

من جانبها، أشارت فالنتينا ماركو، رئيسة مجلس العمل الألباني في أبوظبي،  رئيسة وفد غرف التجارة لدول البلقان إلى أن هذه الزيارة تمثل انطلاقة نحو مرحلة جديدة من التعاون مع غرفة أبوظبي، مؤكدةً أن دول البلقان ترى في أبوظبي شريكاً استراتيجياً ووجهة استثمارية رائدة وجاذبة. وأن مشاركة غرف التجارة في هذا اللقاء تجسد المكانة المرموقة التي تحظى بها دولة الإمارات لدى دول البلقان، والدور المحوري الذي تضطلع به أبوظبي في تعزيز الروابط الاقتصادية الثنائية وتوسيع آفاق التعاون المشترك.

وأعربت عن تطلعها إلى توسيع آفاق التعاون في مجالات الزراعة والطاقة النظيفة والتكنولوجيا والرعاية الصحية، مشيرةً إلى أن التجربة الإماراتية في بناء اقتصاد متنوع ومستدام تمثل نموذجاً ملهماً يمكن الاستفادة منه في دفع مسيرة النمو في دول البلقان.

 

عروض تقديمية

وشهد اللقاء عروضاً تقديمية من عدد من المؤسسات الوطنية، شملت مكتب أبوظبي للاستثمار، ومصرف الإمارات للتنمية، حيث استعرض ممثلو هذه الجهات بيئة الأعمال المتطورة في الإمارة والفرص الاستثمارية المتاحة والتسهيلات الممنوحة للشركات العالمية. وتناول اللقاء محاور رئيسية للتعاون المستقبلي شملت الصناعات المتقدمة وصناعة السيارات ومكوناتها والحلول القائمة على الذكاء الاصطناعي، إضافة إلى الطاقة المتجددة وخاصة الطاقة الشمسية التي لا تزال إمكاناتها في البلقان غير مستغلة بالشكل الأمثل، إلى جانب مجالات التكنولوجيا الرقمية والبلوك تشين، والتقنيات الحيوية والعلوم الطبية، وكذلك الأمن الغذائي والمائي والزراعة العضوية.

 

شراكات طويلة الأمد

كما اتفق الجانبان على أن هذا اللقاء يمثل خطوة مهمة نحو بناء شراكات طويلة الأمد تحقق المصالح المشتركة وتفتح آفاقاً جديدة للتعاون الاقتصادي، حيث أشاد الوفد البلقاني بالبيئة الاستثمارية المتقدمة التي تتمتع بها أبوظبي، فيما أكد مسؤولو الغرفة أن هذه العلاقات تمثل نموذجاً للتكامل الاقتصادي والدبلوماسية الاقتصادية الفاعلة.

وفي الختام، أعرب سعادة علي محمد المرزوقي عن ثقته بأن هذا اللقاء سيكون نقطة انطلاق نحو مرحلة جديدة من التعاون والشراكة الاستراتيجية، مؤكداً أن أبوظبي ستظل حاضنة للأعمال ومركزاً للتلاقي الدولي. كما أشار رئيس الوفد البلقاني إلى أن المرحلة المقبلة ستشهد خطوات عملية لترجمة ما تم الاتفاق عليه إلى مشاريع وشراكات ملموسة تعود بالنفع على جميع الأطراف.


المصدر

أخر تحديث18 أبريل 2025

© 2025 غرفة أبوظبي

X
تساعدنا ملفات تعريف الارتباط في تحسين تجربة موقع الويب الخاص بك. باستخدام موقعنا ، أنت توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط.
 
اوافق