لتعزيز التعاون الاقتصادي العالمي
استضافت كلية أبوظبي للإدارة (ADSM)، التابعة لغرفة تجارة وصناعة أبوظبي، منتدى رفيع المستوى جمع نخبة من قادة الأعمال في الدولة مع وفد صيني يدير أصولًا تتجاوز قيمتها 4.2 تريليون دولار أمريكي (30 تريليون يوان صيني)، في خطوة تعكس تنامي الشراكات الاقتصادية والمعرفية بين أبوظبي وبكين.
وترأس الوفد الدكتور يانغ بينغ، نائب رئيس جامعة تسينغهوا، إحدى أبرز الجامعات في العالم، وضم مجموعة من مرشحي برنامج الدكتوراه في إدارة الأعمال (DBA) من كبار رؤساء وأصحاب الشركات الوطنية الرائدة في قطاعات التصنيع المتقدّم، والطاقة، وأشباه الموصلات، والرعاية الصحية، والعقارات، والتمويل، والثقافة، والإعلام. ويعكس حجم الأصول التي يديرها أعضاء الوفد الثقل الاقتصادي للمؤسسات المشاركة ودورها المحوري في مسار التنمية الصينية والعالمية.
ويمثل أعضاء الوفد نخبة من قادة الاقتصاد الصيني في طليعة مسيرة النمو، مما يؤكد أهمية هذه الزيارة في توسيع جسور التعاون الاقتصادي والمعرفي بين الصين وأبوظبي، وترسيخ مكانة العاصمة الإماراتية كمركز عالمي للحوار الاقتصادي والتبادل الأكاديمي في مجالات الابتكار وريادة الأعمال.
ويأتي المنتدى في إطار جهود الكلية لتعزيز الحوار الأكاديمي والاقتصادي بين أبوظبي ومراكز الفكر والابتكار العالمية، وتسليط الضوء على البيئة الاستثمارية الديناميكية في العاصمة أمام الوفد الزائر الذي يضمّ 45 رئيس مجلس إدارة يمثلون قطاعات استراتيجية متنوعة في الاقتصاد الصيني.
ورحب سعادة خالد الفهيم، رئيس مجلس أبوظبي للشركات العائلية وعضو مجلس إدارة غرفة أبوظبي، بالوفد الصيني خلال افتتاح فعاليات المنتدى، مؤكدًا أهمية تبادل المعرفة والخبرات الدولية، ومشيدًا بمرونة الاقتصاد الإماراتي وانفتاحه على الشراكات العالمية التي تعزّز مكانة الدولة كمركز رائد للأعمال والاستثمار.
وتحدث الدكتور مارك بولين، الرئيس بالإنابة لكلية أبوظبي للإدارة، في كلمته الترحيبية عن مكانة الابتكار والتعاون بين الثقافات والازدهار المشترك كركائز أساسية في قصة نجاح دولة الإمارات، مشيرًا إلى التزام الكلية بدعم التعاون الأكاديمي والاقتصادي الدولي. وقال إن كلية أبوظبي للإدارة تسعى لتمكين طلبتها من التعرّف إلى ثقافات الأعمال العالمية والاستفادة من التجارب الدولية، في إطار رسالة التعليم التطبيقي التي تنتهجها.
وتضمّن البرنامج، مجموعة من الكلمات والعروض المتخصصة التي تناولت أبرز محاور الاقتصاد والاستثمار وريادة الأعمال في أبوظبي، بمشاركة عدد من الخبراء والمسؤولين في القطاعين العام والخاص.
وقدم جوزيف شمعون، رئيس علاقات المستثمرين في مكتب أبوظبي للاستثمار (ADIO)، عرضًا حول "اقتصاد الصقر" سلط من خلاله الضوء على دور المكتب في تمكين المستثمرين ودعم التحوّل الاقتصادي في الإمارة.
وتحدثت الدكتورة مونيكا مالك، كبيرة الاقتصاديين في بنك أبوظبي التجاري، عن الآفاق الاقتصادية للاستثمار الدولي في دولة الإمارات، مؤكدة متانة الأسس التي يقوم عليها اقتصاد الدولة. واستعرضت هاجر الأنصاري من Hub71 منظومة الابتكار والشركات الناشئة في أبوظبي والدعم الذي تحظى به ريادة الأعمال، فيما قدّم ماغنوس أولسون، الشريك المؤسس لشركة كريم، وعضو مجلس إدارة غرفة أبوظبي، تجربة بناء شركة تكنولوجية في الشرق الأوسط، مشيرًا إلى قصة نجاح "كريم" وتحولها من فكرة محلية إلى مشروع إقليمي رائد، وإلى اختياره أبوظبي مقرًا لعائلته.
وعقب الجلسات الرئيسة، عُقدت مناقشة موسعة بعنوان "تعزيز العلاقات بين أبوظبي والصين: الإطار الاستراتيجي للأعمال الدولية في أبوظبي"، بمشاركة الدكتور جان فارس، الرئيس التنفيذي لمنصة إنفستوبيا (Investopia)، وريبيكا دينغ، رئيسة قسم الابتكار في مجموعة لويدز المصرفية، والدكتور أحمد البركاني، مدير قسم التفكير الإبداعي في دائرة التنمية الاقتصادية – أبوظبي (ADDED)، والدكتورة خلود المرزوقي، خبيرة الثقافة الإماراتية. وأدارت الجلسة الدكتورة كونستانس فان هورن، مديرة الشؤون الدولية والتطوير التنفيذي في كلية أبوظبي للإدارة، حيث ناقش المشاركون سُبل توسيع التعاون التجاري والاستثماري بين الإمارات والصين، مشيرين إلى الزخم المتزايد في العلاقات الاقتصادية بين الجانبين. وتطرّق الدكتور فارس إلى الحوارات الاقتصادية التي نظمتها منصة إنفستوبيا في بكين وهونغ كونغ خلال أكتوبر الماضي، مؤكّدًا أهميتها في ترسيخ مكانة الإمارات كشريك اقتصادي عالمي للصين.
وشهد المنتدى حضورًا واسعًا من ممثلي شركاء الكلية من القطاعين الحكومي والخاص، بما في ذلك ممثلون عن أبوظبي العالمي ودائرة التنمية الاقتصادية - أبوظبي، الذين تفاعلوا مع مرشحي برنامج الدكتوراه في إدارة الأعمال من رؤساء الشركات ورواد الأعمال المشاركين. وأشارت الدكتورة فان هورن إلى أن المؤسسات الأكاديمية تضطلع بدور محوري في بناء جسور التواصل بين مجتمعات الأعمال عبر الحدود، مؤكدة أن المنتديات الأكاديمية تتيح فرصًا حقيقية لتبادل الخبرات وإقامة شراكات جديدة قائمة على التفاهم المتبادل.
واختُتم المنتدى بكلمة الدكتور بولين الذي شدّد على أن الفعالية تجسّد دور كلية أبوظبي للإدارة في إعداد قادة أعمال يتمتعون برؤية عالمية وقدرة على الابتكار في بيئة اقتصادية متسارعة التغير، مؤكدًا أن رسالة الكلية تتمثل في تخريج قادة مؤهلين للنجاح في عالم مترابط، والمساهمة في تطوير جيل جديد من رواد الأعمال القادرين على تعزيز تنافسية دولة الإمارات في الاقتصاد العالمي.
وتتبوأ جامعة تسينغهوا المرتبة الأولى في الصين والعشرين عالميًا وفق تصنيف QS 2025، وتعتبر من أعرق المؤسسات الأكاديمية في آسيا، وقد خرّجت على مدى أكثر من قرن العديد من الرؤساء الصينين وكبار القادة السياسيين والاقتصاديين، ما يجعل هذه الزيارة محطة استراتيجية لتبادل الخبرات وتعزيز جسور التعاون بين أبوظبي وبكين في مجالات الابتكار وريادة الأعمال والتعليم التنفيذي.
المصدر

© 2025 غرفة أبوظبي



